الحقوق

ما يرد في هذه المدونة من معلومات وأخبار خاصة هي ملك للجميع ومن حق أي شخص نقلها، وإن تفضل وأشار إلى المصدر فهذا فضلاً منه

10.9.08

"هيومن رايتس" تدعو الى احترام حقوق عاملات المنازل في الشرق الأوسط

الغد الاردنية-محمود الطراونة:
حثت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان وزارات العمل والقادة الدينيين في منطقة الشرق الأوسط، إنتهاز فرصة شهر رمضان لدعوة أصحاب العمل وأسرهم إلى احترام حقوق عاملات المنازل.
ووثقت في تقرير أصدرته مؤخراً "إنتهاكات وإساءات بحق عاملات منازل وافدات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ممن يخضعن أحياناً لأوضاع تصل إلى حد الاسترقاق".
وتشمل الإنتهاكات، التي اوردها التقرير وتشمل دولا عربية "عدم دفع الأجور لشهور أو سنوات، وتقييد الإقامة جبراً، والعمل لساعات مطولة دون فترات راحة، وعدم دفع أجر العمل الإضافي، أو منح أيام عطلة أسبوعية، بالإضافة إلى العنف البدني والجنسي".
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة لياويتسن، في بيان صحافي أول من أمس، "تتعرض الكثير من عاملات المنازل في الشرق الأوسط لمعاملة مُخزية، والكثير من أصحاب العمل ليست لديهم أدنى فكرة عن حقوق العمل الأساسية الخاصة بعاملات المنازل".
وأضافت "وأثناء هذه الفترة الاستثنائية من اللجوء إلى الدين والروحانيات (شهر رمضان)، يجب على أصحاب العمل وضع حد للمعاملة المُسيئة للنساء اللاتي يعملن دون كلل على تنظيف بيوتهن ورعاية أطفالهن وإطعام أسرهن".
ودعت المنظمة أصحاب العمل إلى "احترام خمسة التزامات دُنيا بشأن توظيف عاملات المنازل، منها دفع أجور عاملات المنازل كاملة دون تأخير ودفع نظير العمل الإضافي للعاملات اضافة الى منحهن فترات راحة ملائمة بين أيام العمل".
وطالبت أصحاب العمل بـ"توفير يوم واحد على الأقل في الأسبوع كيوم عطلة، وفترات راحة يومية، والسماح للعاملات بقضاء أوقات حرة ".
كما طالبت أصحاب العمل بأن "لا يسيئوا شفهياً أو بدنياً أو جنسياً إلى عاملات المنازل، والا يتغاضوا عن مثل هذه الإساءات من طرف غيرهم وأن يبلغوا الشرطة فوراً عن الإساءات".
ودعت أصحاب العمل الى "احترام حق عاملات المنازل في التمتع بحرية التنقل وتكوين الجمعيات، وألا يعرضونهن تحت أي ظرف من الظروف لتحديد الإقامة قسراً. والا يفرضوا عليهن قيوداً تعسفية أو تمييزية على اتصالاتهن الشخصية، بما في ذلك الاعتراف بحقوقهن في الاتصال بأسرهن وأصدقائهن وأسفارهن والخروج من المنزل أو الاحتفاظ بهواتف نقالة".
وقالت ويتسن "وعلى الحكومات التزام قانوني أساسي يتمثل في تطبيق معايير العمل الدولية، إلا أن احترام حقوق العاملات وكرامتهن يبدأ من عند أصحاب العمل"، مضيفة ان "الإساءات التي شابت سمعة المنطقة لن تختفي حتى يحترم أصحاب العمل حقوق عاملات المنازل".
وذكر البيان ان استبيانا أجري في العام قبل الماضي أفاد ان "56% من عاملات المنازل يعملن لأكثر من 12 ساعة يومياً، فيما 34% منهن لايحصلن على فترات راحة منتظمة".
واجرى الاستبيان الدكتور راي جوريديني من الجامعة الأميركية في القاهرة، على عينة مكونة من 600 عاملة منزل.
وأشار البيان الى ان أوضاع العمل الشاقة تلك "كانت لها تبعات مميتة، اذ تتوفى عاملة منزل واحدة اسبوعياً في لبنان. وأغلب حالات الوفاة تنجم عن الانتحار أو الوفاة أثناء محاولات فرار فاشلة من أصحاب العمل".
وأضاف ان وزارة الشؤون الإجتماعية السعودية وسفارات الدول المصدرة للعمالة "تؤوي عاملات منازل ممن لديهن شكاوى ضد أصحاب عملهن أو مكاتب الاستقدام"، موضحاً ان الشكاوى الأكثر شيوعاً هي "الإفراط في العمل وعدم تلقي الأجور لفترات تتراوح بين عدة شهور إلى 10 سنوات".
وتوظف العائلات السعودية نحو 1.5 مليون عاملة منزل من أندونيسيا وسريلانكا والفلبين ونيبال.
وفي الإمارات العربية المتحدة، ذكر البيان ان عاملات المنازل اللاتي يعشن في بيوت مشغليهن "يتقاضين أجورا محدودة دون الحصول على أجور إضافية مقابل العمل الإضافي.
كما يتعرض بعضهن لانتهاكات كعدم دفع أجور العمل أو دفع أجور أقل، تقييد الإقامة جبرا، والعمل لساعات مطولة دون فترات راحة أو منح أيام عطلة أسبوعية".
وفي المغرب، أوضح البيان انه يوجد فيها عاملات منازل "يتراوح أعمارهن مابين 5 و6 أعوام يعملن في البيوت لمدة مائة ساعة أو أكثر أسبوعياً دون فترات راحة أو أيام عطلة أسبوعية. وكثيراً ما يسيء إليهن أصحاب العمل بدنياً وشفهياً ويحرمونهن من التعليم وأحياناً يحرمونهن حتى من الطعام الملائم والرعاية الصحية".

ليست هناك تعليقات: