الحقوق

ما يرد في هذه المدونة من معلومات وأخبار خاصة هي ملك للجميع ومن حق أي شخص نقلها، وإن تفضل وأشار إلى المصدر فهذا فضلاً منه

10.10.08

حفر الأنفاق «مهنة» تنتعش فى جنوب قطاع غزة

العرب أونلاين:
في الصباح الباكر وفيما لا يزال سكان غزة نائمون يسمع صوت محركات على الحدود... فالمهربون منشغلون بحفر أنفاق في المنطقة الحدودية بين القطاع ومصر.
وخلال بضع سنوات حفرت عشرات الأنفاق تحت الأرض، وثمة شواهد على ذلك تتمثل في الأكشاك البلاستيكية التي تحجب مداخل هذه الأنفاق وبقايا الحفر الموجودة على طول خط الحدود الذي يمتد بطول 14 كيلومترا.
ويقول ابو خالد وهو "مسؤول" عن "عملية" حفر نفق بدأت بالكاد قبل عشرة أيام: "بسبب حصار غزة وغلق الحدود فان هذا النوع من النشاط مزدهر للغاية هنا".وفى المنطقة المحيطة بخيمة ابو خالد يتم حفر ثلاثة اتفاق في جنوب قطاع غزة الذي تفرض حركة حماس سيطرتها الكاملة عليه.
وحتى فترة قصيرة مضت، كان من الصعب مقابلة مهربين أو التحدث معهم ولكنهم اليوم يعملون على مرأى ومسمع من الجميع من دون أي قلق.
أما الإنفاق التي يحفرها الإسلاميون، التي تشتبه إسرائيل في أنها تستخدم لتهريب أسلحة، فتبقى سرية.ويضيف ابو خالد "إننا نعمل يوميا طوال الـ 24 ساعة ويتناوب 12 شخصا ستة منهم يعملون نهارا وستة آخرون ليلا".
وكان ابو خالد في الماضي عضوا فى القوة 17 وهى فرقة خاصة مكلفة بحماية الرئيس الفلسطيني.
ويتابع ابو خالد، الذي كان يتحدث وهو يساعد احد عماله على الصعود من البئر المحفورة على عمق 20 مترا، "من وقت لآخر يمر أعضاء حماس لتحذيرنا من انه ممنوع نقل أسلحة أو حشيش".
ويؤكد ان "حماس تحصل على نسبتها" من البضائع التي تدخل إلى القطاع الذي يظل المعبر بينه وبين إسرائيل مغلقا منذ سيطرة هذه الحركة على السلطة في غزة في حزيران/يونيو 2007، ومع استمرار الحصار، تضاعف عدد الأنفاق.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية الأسبوع الماضي من دون ان تحدد مصادرها ان فريقا من الجنود الأميركيين والمصريين اكتشفوا 42 نفقا في اقل من شهر بفضل معدات متطورة تكنولوجيا تستخدم في عمليات الكشف عن الأنفاق.
ويقول قرابة عشرة مهربين في تصريحات صحفية في رفح انه يوجد مئات الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة ولكنه يصعب التحقق من هذا الرقم.

ومع بلوغ البطالة نسبة قياسية فى قطاع غزة، لا يجد "المقاولون" صعوبة فى البحث عن عمال رغم الخطر الذي يتهددهم بالموت في أي لحظة بسبب انهيار ارضي او بسبب نقص الأوكسجين او العمليات التي تقوم بها قوات الأمن المصرية.
وفى الكشك الذي أقامة ماجد الربيعة الذي كان يدير مصنعا للاسمنت أغلق أبوابه بسبب عدم توافر المواد الأولية، كان غالبية العمال من الطلبة، ويحصل هؤلاء العمال على 500 دولار مقابل كل مئة متر يتم حفرها.
ويقول يوسف "20 عاما" وهو طالب يدرس التصوير الفوتوغرافي في جامعة دير البلح فى وسط قطاع غزة: "لا يوجد عمل في اى مكان واحتاج إلى المال".
ويضيف "كل من يعملون هنا طلاب فى الجامعة مثلى وبعضهم يدرس لنيل درجة الدكتوراه".
وفيما كان الشاب يتكلم، كان المسؤول عن أعمال الحفر يتحدث عبر جهاز لاسلكي إلى زميل له مصدرا أوامره: "لا .. ينبغي ان تنهى عملك .. سيأتي من يحل محلك فى وقت لاحق".
ويجلس مسؤول بعد ذلك على الأرض ويشرح أثناء تدخين النرجيلة ان "الناس تاتى من جميع انحاء القطاع بحثا عن عمل، من مدينة غزة ومن جباليا ومن دير البلح".
ويؤكد ان "هذا النفق يعيل 15 اسرة"، لكنه يحذر من انه "لو حدث زلزال فان كل الانفاق ستنهار على الفور".

ليست هناك تعليقات: