الحقوق

ما يرد في هذه المدونة من معلومات وأخبار خاصة هي ملك للجميع ومن حق أي شخص نقلها، وإن تفضل وأشار إلى المصدر فهذا فضلاً منه

22.8.08

تذمر التونسيين من تضاؤل القدرة الشرائية لديهم

مغاربية- جمال العرفاوي:
مع اقتراب شهر رمضان الكريم وتزامنه هذه السنة مع العودة المدرسية وانتهاء الموسم الصيفي، يتزايد تذمر التونسيين من تراجع مقدرتهم الشرائية خاصة وأن المفاوضات الاجتماعية للزيادة في أجور عمال وموظفي القطاعين العام والخاص مازالت لم تبرح مكانها، والأسعار مازالت في ازدياد مع ذلك.
وبالرغم من الزيادة الضعيفة التي طرأت على محصول الحبوب بالمقارنة مع السنة الماضية، يُرجح أن يعكس أفق الإنتاج السنة الحالية ما لتدهور المناخ وقلة الاستثمار في القطاع الزراعي من أثر. وقال حاتم الحمزاوي الأمين العام لجامعة منتجي الزراعات الكبرى إن تونس تتوقع محصول حبوب ضعيف هذا العام نظرا للعوامل المناخية غير المواتية وضعف الاستثمار في هذا القطاع. وبلغ حجم محصول الحبوب في تونس في الموسم الماضي أقل من 600 ألف طن من القمح لتوفير الغذاء للسكان البالغ تعدادهم 10 ملايين شخص.
وقامت الحكومة خلال هذه السنة بالرفع من أسعار المحروقات في أربع مناسبات بالإضافة إلى الرفع من أسعار المواد الغذائية والتخفيض في وزن الرغيف رغم صعود أسعار العديد من المواد الغذائية.
وقال المنصف وهو في الأربعينات من عمره إن الحقيقة "أننا لم نعد نقدر حتى على مجابهة المصاريف اليومية العادية مثل الغذاء" لقد تحول السمك في تونس البلد الساحلي إلى كماليات لا يقدر على اقتنائه سوى الأثرياء".
ولتخفيف القلق الشعبي، دعا رئيس الوزراء محمد الغنوشي قادة كبريات المنظمات الاجتماعية في تونس من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الأعراف شارحا أمامهم الأوضاع الاقتصادية العالمية وما خلفته من تأثيرات على الاقتصاد المحلي. وقررت السلطات التونسية أن أحد الطرق لحل الأزمة يتمثل في إطلاق موسم التخفيضات السنوي قبل أوانه - في بداية غشت بدل منتصفه.
وتوقع الصحفي سفيان بن رجب الذي يتابع موسم التخفيضات عن كثب أن يشهد موسم التخفيضات الصيفية إقبالا هاما من قبل المواطنين على المحلات خاصة أمام اقتران هذا الموسم مع شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك، وهما موعدان يشهدان عادة استهلاكا وإنفاقا كبيرا من قبل التونسي بالإضافة إلى العودة المدرسية. ومن شأن موسم التخفيضات أن يخفف العبء على العائلات".
"وقال أيضا "يضاف إلى ذلك العودة المدرسية. كما أصبح لموسم التخفيضات أهمية بالغة في حياة وعادات المستهلك التونسي.
ولكن السيدة علية، وهي أم لثلاثة أطفال قالت إنها مترددة أمام إغراءات التخفيضات خاصة وأن في انتظارها مصاريف متعددة. فرمضان على الأبواب وما يتطلبه من ميزانية غير عادية وفي منتصف هذا الشهر تنتظرني العودة المدرسية التي قالت إنها مصاريف لا تطاق ومُفاجئة.
وأضافت "لا أعتقد أن أجرتي وأجرة زوجي سيصمدان أمام كل هذه المصاريف ولا مفر لي من الاقتراض من البنوك".
وحسب أخر البيانات التي أصدرها المعهد الوطني للإحصاء حول تداين التونسيين خلال سنة 2007 فان القروض التي قدمتها البنوك التجارية تضاعفت في بحر أربع سنوات إذ تعدت من 3.1 مليار دينار سنة 2003 إلى ستة ملايير دينار سنة 2007. وفي العام الماضي قالت السلطات الحكومية إن أزيد من 18 في المائة من القوة العاملة تقترض من الأبناك.
وفي مقال ملفت نشرته صحيفة الشعب الناطقة باسم الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 12 يوليو تمنى جورج عدة المتخصص في قضايا التنمية الاجتماعية أن يقوم في يوم من الأيام الأعراف والعمال بحملة كبرى من أجل زيادة حقيقية في الأجور وملاحقها، زيادة تنشط الاستهلاك والسوق الداخلية، والإنتاج في معاملنا وورشنا وتقلص من البطالة، وتعطي دفعة جديدة لنسبة النمو الاقتصاد الوطني.
كما تمنى عدة "أن ينتفع في المستقبل كل الشعب بثمار النموّ ونسب النموّ التي يجب أن توزع بطريقة عادلة وفي كلمة، يجب أن لا يصبح الفقراء أكثر فقرا والأغنياء أكثر غنى. إن الأمر يتعلق بالإرادة السياسية"
وحسب السيد مختار بن إبراهيم الذي التقته مغاربية أمام إحدى الفضاءات التجارية الكبرى بضواحي العاصمة فإن لهفة المواطن وعدم اكتراثه بتخطيط ميزانيته العائلية تخطيطا جيدا هو أحد الأسباب الرئيسية لتخبط التونسي في التداين.
وأضاف "أعرف الكثير من الأشخاص يقتنون أغراضا لا يحتاجونها في حياتهم اليومية ويضطرون للاقتراض من البنوك لتمويلها. إننا نستهلك بكل غباء".

ليست هناك تعليقات: