الحقوق

ما يرد في هذه المدونة من معلومات وأخبار خاصة هي ملك للجميع ومن حق أي شخص نقلها، وإن تفضل وأشار إلى المصدر فهذا فضلاً منه

27.8.08

عمال مصر وموظفوها: الحكومة تخلت عنا وتركتنا في حيص بيص

الأهالي المصرية- هبة أمين:
رمضان شهر الخير الوفير ومهما حاولت الحكومة إفساد فرحتنا باستقباله وتشعلل نار الأسعار لتحرق بها الغلابة لكن ربك هو الرازق.
هذا لسان حال عمال وموظفي مصر الذين خرجوا في اعتصامات باحثين عن حقوقهم المهضومة.
تري كيف يستقبل هؤلاء رمضان؟ هل اختفت البهجة مع ارتفاع الأسعار وتدني رواتبهم وضياعها؟
«الأهالي» سألت فماذا قالوا؟
في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار يجب التخلي عن اللحوم والفراخ حفاظا علي الميزانية المشروخة من الانهيار والصحة من النقرص، بهذه الكلمات نصح هاني محمود موظف بالضرائب العقارية محدودي الدخل بمقاطعة السلع ذات الأسعار المجنونة ، وذلك بفضل الحكومة المصونة التي لم تكتف بالرواتب الهزيلة بل ضاعفت أسعارها 1..% وتركت المواطن يحسبها بالمليم لسد احتياجات أسرية طيلة شهر رمضان من بلح وياميش والتي أصبحت أسعارهما في العلالي بخلاف القطايف والكنافة والمحشيات واللحوم، وفي النهاية مطلوب من الموظف أن يقف أسدا جسورا لملاحقة العزائم التي يتميز بها شهر الخير.. «ربنا يقويك»!

فرحة مبتورة
أشرف فاروق عبيد موظف استقبل شهر رمضان بفرحة مبتورة لعدم أخذ مستحقاته بعد موافقة وزير المالية بانضمام موظفين الضرائب العقارية للوزارة ومساواتهم بموظفيها، ولكن كل ما حدث هو انضمام شكلي للوزارة فقط، أشرف يصبر نفسه بأن الخير والإحسان في رمضان يعم البيوت التي تمتلئ بالخيرات وما لذ وطاب ، فالمولي عز وجل لن يتخلي عن الغلابة التي تحاول الحكومة مضغهم، «فعلا ربنا كبير».

حيص بيص
«ذهب مع الريح» هذه الجملة تقولها دائما سهير محمود موظفة بالضرائب العقارية عندما تمسك بأصابعها راتبها الضئيل الذي لا يكفي المأكولات والمشروبات.. سهير وقعت في «حيص بيص» لمجيء رمضان بمكسراته وحلوياته مع المدارس بمصاريفها ودروسها الخصوصية، لذلك قررت تقليص كميات الياميش لهذا العام، والاستغناء عن عين الجمل والفستق وتركه للناس المرفهة خاصة أن سعر الأرز تجاوز الـ 4 جنيهات والسكر 3 جنيهات ، وهذا يكفي.. بصراحة سهير طالبت الحكومة بضرورة تزويد الرواتب وتحقق وعودها بحل مشاكل الموظفين المخسوفين في الأرض أو يتبرعون لهم بجزء من المبالغ الطائلة التي يصرفونها علي أنفسهم في مصايف مارين.. «الكلام ده كبير»!
«نروح موائد الرحمن» اقتراح ممزوج بالسخرية من قبل إسلام البشير موظف مؤكدا أن هذا هو الحل الوحيد لمواجهة ارتفاع اسعار السلع الرمضانية ، طالما أن الحكومة لا تحس بشعبها، إسلام يضع كلتا يديه علي قلبه ولا يعرف كيف ستقف رواتب محدودي الدخل أمام السلع الرئيسية التي زادت 4..% ولا مصاريف التعليم ولا كسوة العيد التي تمثل شيئا أساسيا لدي الأطفال «كفاية وجعت قلبي»!

«أسعار ليس لها كبير»
محمد حماد رئيس قسم التدريب بشركة «اسكو» للصناعات الحريرية والقطن التي قامت بأكثر من اعتصام احتجاجا علي استقطاع 4.% من أصحاب المعاشات المبكرة يؤكد أنه وأسرته لا يشعرون ببهجة رمضان لإحساسهم بالظلم ، فكيف يأكلون ويشربون في ظل الأسعار التي لاتجد من يوقفها عند حدها في الوقت الذي تضع فيه الحكومة يدها علي شقي عمرهم «اللي عند الحكومة لا يعود»!
«الغلابة بيذوقوا الأمرين واللي فوق في مارينا بيفرفشوا» هذا هو لسان حال مني سالم موظفة بمصنع مصر للألبان الذي تم إغلاقه بدون سبب وتشريد مئات العمال، مني تتذكر كيف كانت تحصل وزملاؤها في رمضان علي علب المسلي والزيت والزبادي مجانا من المصنع والخير يعم علي الجميع، أما الآن يواجهون أعباء الحياة دون أن يسأل عليهم أحد كأنهم ليسوا أبناء هذه البلد ليجد العامل نفسه وحيدا وهو رب أسرة مطالبا بسد أفواه جائعة وعقول تريد الدروس الخصوصية وأجساد تبحث عن كسوتها، وفي النهاية نجد المسئولين يؤكدون أن محدودي الدخل في القلب والعين معا ، ولكن في الحقيقة محدودي الدخل دهستهم الأقدام.

ليست هناك تعليقات: