الحقوق

ما يرد في هذه المدونة من معلومات وأخبار خاصة هي ملك للجميع ومن حق أي شخص نقلها، وإن تفضل وأشار إلى المصدر فهذا فضلاً منه

9.3.09

رئيس وزراء لبنان الأسبق: تداعيات الأزمة المالية تستمر لسنوات

دبي – إيلاف: فند الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق وأستاذ الاقتصاد السابق في الجامعة الأمريكية في بيروت، إشكالات الأزمة المالية في مراحلها المستقبلية، مستبعدا في نفس الوقت آراء المتفائلين بانتهاء تداعياتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، مؤكدا أن استمرارها لسنوات طويلة بسبب تأثيراتها السلبية والمختلفة على القطاعات.

وقال الدكتور الحص والذي سيحضر كمتحدث رئيس في ملتقى الاستثمار العربي الذي سيعقد في 24-25 مارس (آذار) الجاري في دبي بالإمارات العربية المتحدة، تحت شعار "إدارة الثروات في عصر الأزمات"، أن الأزمة العالمية مرشحة للاستمرار لا لأشهر بل لسنوات نظراً لعمقها وفداحتها.


موضحا أن الأزمة العالمية صُنعت في أميركا، ولكنها سرعان ما عمّت سائر أرجاء العالم، فلم يسلم من تداعياتها العنيفة اقتصاد من الاقتصادات الرئيسة في العالم، فتعرّضت مؤسسات مصرفية ومالية كبرى للتعثّر أو الاهتزاز في كل منها، الأمر الذي استدعى تدخّلاً مباشراً من السلطات المركزية إذ قدّمت دعماً مادياً مباشراً لمؤسسات خاصة، كما استدعى ذلك اتصالات وعقد لقاءات على أعلى المستويات بين الدول في محاولة للتنسيق والتعاون في جبه التحديات المشتركة.

وألمح الدكتور الحص إلى أن الأزمة المصرفية المالية آلت إلى أزمة ركود اقتصادي عام انعكست تراجُعاً في الطلب على الاستهلاك وضموراً في حركة الاستثمار وشللاً في نشاطات قطاعات اقتصادية حيوية، مما أدى إلى صرف أعداد كبيرة من العمال فبرزت أزمة بطالة متنامِية في صفوف اليد العاملة في كثير من مجتمعات العالم، وهذه الظواهر ما زالت محتدِمة ولم تبزغ بعد بوادِر نهاية لها. فليس من المستبعد أن يكون العالم مُقبلاً على مزيد من التأزّم اقتصادياً.

الملتقى الذي تنظمه شركة اتصال لتنظيم الفعاليات ويحظى بدعم من الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للدول العربية، ومشاركة إتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتنسيق إلى إتحاد غرف التجارة والصناعة الإماراتي، سيكون الحدث البارز والأهم بعد تأكيدات مجموعة من وزراء الاقتصاد وصانعي القرار في الدول العربية مشاركتهم في الحدث.

من جانبه أوضح الدكتور الشريف محمد الشاذلي المستشار والخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة الإمارات والسعودية للدراسات الاقتصادية والاستشارات، والذي يشارك في الملتقى الذي يستقطب أكثر من 25 متحدثا من مختلف الوطن العربي، بأن الاستثمارات العربية بحاجة في الوقت الحالي لإدارة حقيقية تمثل في تطوير مفهوم إدارة الأزمات، والتي تعمل الجهات الاستشارية المتخصصة على تفعيله والعمل على إعادة هيكلة القطاعات الموجودة داخل الشركات بما يتلاءم وفرص المناخات الاستثمارية العالمية الجديدة.

وقال الشاذلي أن الوقت يتطلب الاهتمام بالاستشارات الاقتصادية فهي ذات قيمة فعلية تضيف للمجتمع وللأعمال والاقتصاد عبر اعتماد التخصص والكفاءة والخبرة في تقديم الاستشارات. وأضاف أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى اقتناص فرص العمل والعمل على بلورتها وفق تلك المناخات الحديثة، والتي باتت لا تعتمد على عنصر المخاطرة، بالقدر الذي يجب أن تعتمد على المداخيل المعقولة والإيجابية المدروسة وفقا لاحتياجات السوق وكيفية التعامل معه في الفترة المقبلة، بدلا من التوسع الغير مدروس والذي كان يستند في السابق إلى توقعات غير مبررة، كشفت العديد من العاملين في الأسواق، وأدت إلى انهيار مؤسسات مالية عريقة على مستوى العالم.

وأشار الشاذلي أن الملتقى والذي سيجمع مختلف الاختصاصات في الاستثمار بالعالم العربي، من المنتظر أن يقدم ورقة عمل حقيقية للباحثين عن إدارة ثرواتهم واستثماراتهم من خلال القنوات الحقيقية والطبيعية القادرة على رسم إستراتيجية المرحلة المقبلة في خارطة الاقتصاد العالمي الجديد وأكد على ضرورة الاهتمام الزراعة والإنتاج الحيواني.

كما أكد الدكتور الحص ليوضح أن الأزمة قد شملت بارتداداتها الاقتصاد العربي، ولا سيما منه الخليجي. فلقد لحقت بمجتمعات الخليج العربي خسائر فادحة انعكست هبوطاً محسوساً في أسعار البورصات. ولكن دول الخليج عموماً بقيت قادرة على تحمّل عواقب الأزمة العالمية بفضل ما تمتلك من مدّخرات متأتّية عن العائدات النفطية أو الغازية وكذلك بفعل ما ينصبّ عليها من دفق متواصل من تلك العائدات، علماً بأن أسعار النفط سجّلت منذ نشوب الأزمة تراجعاً محسوساً، فبلغت الأسعار نحو ثلث ما كانت عليه في أوجها منذ أشهر قليلة.

ليست هناك تعليقات: